قصبة تاوريرت هو مبنى تاريخي بورزازات، يرجع بنائها إلى القرن 17 الميلادي. تعتبر القصبة من بين المآثر الوطنية بالمغرب، ووظيفتها حاليا وظيفة سياحية ثقافية على الخصوص، كما تقام فيها حفلات وعروض وندوات، ومن خلال موقعها الاستراتيجي المطل على الوادي كانت وظيفتها عسكرية وتجارية،
تاريخ
حسب الرواية الشعبية، تأسست قصبة تاوريرت سنة 1171 هـ / 1754م من طرف أمغار حماد وهو واحد من أهم أثرياء المنطقة آنذاك، وبعد وفاته ترك زوجته التي ظلت مقيمة بها إلى أن التحقت به. وكانت عبارة عن قصر (بمعنى دوار) “تغليت” أو “إغرم نتسيارت” والذي يوجد في موضع بضفة واد ورزازات الذي كان من روافد وادي درعة. وتم تغيير موقع القصر، تخوفا من الفيضانات المفاجئة، فعندما حل أولياء سيدي يحيى: الناجم، و ادمحمد، و يحيى ضيوفا عند سكان القصر، و كانت معرفتهم بأحوال الوادي كبيرة لقدومهم من درعة (زاكورة) و بالضبط من “الدويرات”. نصحوا أعيان “تغليت” بمغادرة ضفة الوادي إلى قمة التل (تاوريرت بالأمازيغية) الذي يشرف على القصر. وأخد كل من “آيت بوخروش” و “آيت باحدو” و “الصنهاجي” و “آيت باصالح” و “آيت لشكر” (أسرة يهودية)، تلك الصيحة محمل الجد. حيث كان إيمان و اعتقاد أهل المنطقة بكرامات الأولياء وخوارقهم كبيرا جدا.
العمارة
للقصبة بابان رئيسيان هما : باب شمالي، هو “إمي ننرارن” (باب البيادر) وهو اليوم المدخل الرئيسي من جهة المدرجات، ويؤدي إلى “أرحبي نكلد” (ساحة الملك) التي تقام فيها حفلات أحواش، ويوجد في أحد أركان هذه الساحة مدفع من صنع ألماني يعود تاريخه إلى 1884م، و هو هدية من الحسن الأول للمدني الكلاوي، كما يوجد بالداخل “ارحبي نكنسو” (ساحة الداخل) خاص بالحريم و الخدم. و باب جنوب شرقي، هو “إمي ننضاف” أي باب الحراس، وبعد الترميم يعلوه برج مرتفع نسبيا، وهو خاص بالعامة (المدخل من جهة دوار سيدي داود).
ورغم أن جزءا كبيرا منها قد تم ترميمه، ويتعلق الأمر بمكان إقامة التهامي الكلاوي وزوجاته والحمام وقاعة الضيوف وقاعة الاستراحة التي كان يطل منها على الساحة الكبيرة ويراقب القادم والمغادر، فإن الجزء الغربي والذي كان يضم المطبخ ومرافق أخرى لا يزال غير مستغل لكونه غير مرمم. لا زالت بعض سقوف القصبة تحتفظ بخصائص الفن المعماري المغربي والنقش العربي الأندلسي والذي كانت سقوفه تصنع من خشب الأرز القادمة من الأطلس المتوسط وشجر الدفلة وسعف وألياف النخيل والقصب، ولا زالت الألوان الأساسية المستعملة في تزيين السقوف حاضرة، حيث لا يزال الأصفر المستخرج من أصفر البيض والأحمر من الحناء والأخضر من النعناع حاضرا.